الطريق
للتخلص من إدمان الكمبيوتر وألعاب الفيديو
التكنولوجيا الحديثة تصنع
بهدف تسهيل حياة الناس وخدمتهم وتعليمهم وترفيههم بوسائل جديدة وبسيطة الاستخدام،
لكن الإنسان غالبا ما ينتهي به الأمر لإساءة استخدام أي أداة مفيدة، ويحولها من
نعمة لتحسين وتسهيل حياته، إلى نقمة تدمره، وقد تدمر الآخرين من حوله أيضا.
الكثيرون من الشباب
والمراهقين أساءوا استخدام التكنولوجيا والأجهزة الحديثة التي أصبحت في متناول يد
معظمهم، ولا اختلاف في ذلك بين البنين والبنات. فالكثيرات من المراهقات يدمن ألعاب
الكمبيوتر والفيديو، وتحميل الأفلام ومقاطع الأوديو والفيديو المختلفة وقضاء
الساعات الطويلة محدقات في الشاشات الإلكترونية.
لو كنت ممن ابتلاهن الله
بمثل هذه العادة السيئة والمدمرة، فلعلك تعلمين جيدا أنك تنفصلين تماما عما حولك،
ومن حولك وتقضين جل وقتك أمام شاشة الكمبيوتر أو الهاتف الذكي أو التابلت، غير
مكترثة حتى لو احترق العالم من حولك!
هل تذكرين كم مرة تسبب
اندماجك الشديد في مشاهدة الأفلام أو ممارسة الألعاب الإلكترونية في إحراج أفراد
أسرتك عندما يظلون يحدثونك لدقائق طويلة وأنت غير مدركة لوجودهم بالغرفة أصلا؟ كم
مرة دعوت إحدى صديقاتك إلى منزلك، ثم تركتها بمفردها وانشغلت عنها لأن إدمان
الكمبيوتر والألعاب سيطر عليك؟
في الغالب، لقد تسببت هذه
العادة السيئة في تدمير الكثير من علاقاتك الاجتماعية السوية، وأصبحت كمن يعيش
بمفرده في جزيرة معزولة عن العالم، لكن لعل الأمر لم يقتصر على هذا... ماذا بشأن
أدائك الدراسي؟
قد يكون موعد امتحانك في
اليوم التالي، لكن بدلا من عمل مراجعة سريعة للمناهج أو حل نماذج للأسئلة، ها أنت
تسهرين أمام الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية، وتذهبين للامتحان في الصباح دون
مذاكرة، ودون حتى الحصول على قدر مناسب من النوم حتى يمكنك التركيز في الحل.
والنتيجة لا بد وأن تكون درجات مخجلة، وفشل دراسي، يضاف إلى الفشل الاجتماعي.
ماذا عن صحتك؟ أنت لا
تنامين بشكل كاف، ولا تمنحين عينيك بعض الراحة لأنك تحدقين طوال الوقت في شاشة
الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأخرى، ولو نظرت في المرآة لاكتشفت بالتأكيد
الاحمرار الذي كسا بياض عينيك، وهذا يعني ضرورة إبعادهما لفترة كافية عن التركيز
في شاشات الأجهزة، والقيام بزيارة لعيادة طبيب العيون في أقرب وقت.
لو استمر بك الأمر على هذه
الحال، فأنت بالتأكيد تدمرين حياتك، فكيف تتخلصين من هذا الإدمان السيئ والمرفوض
للكمبيوتر والألعاب الإلكترونية؟
أول ما يجب أن تتحلي به على
طريق العلاج من هذا الإدمان هو إرادة قوية، بل وحديدية. أنت في حاجة لإلزام نفسك
بالابتعاد عن هذه الأشياء التي تعشقينها لمدد تبدأ بساعات قليلة في اليوم الأول،
وتمتد تدريجيا حسب قدرتك في الأيام التالية.
يجب أيضا أن تندمجي في
أنشطة أخرى مفيدة ومسلية خلال الوقت الذي تبتعدين فيه عن الكمبيوتر والألعاب، حتى
تعودي إليهما بسهولة بمجرد توافر وقت فراغ. أغلقي أجهزتك الألكترونية المختلفة
(لاب توب - تابلت - هاتف ذكي ... إلخ) خلال وقت المذاكرة، وفي أوقات تناول الوجبات
الثلاث مع الأسرة، وأثناء الدروس والمحاضرات بالمدرسة أو الجامعة، وكذلك عند حضور
إحدى الصديقات لزيارتك في منزلك.
ابدئي في ممارسة أنشطة أخرى
بديلة، كنشاط رياضي أو فني أو موسيقي أو اقرئي كتابا مفيدا، ولا مانع كذلك من
محاولة دخول المطبخ وقضاء وقت لطيف في مساعدة والدتك أثناء تعليمها لك كيفية عمل
وجبتك المفضلة.
هذه ليست مشكلتك وحدك،
فالكثيرون والكثيرات في نفس عمرك - بل وحتى الكبار- يعانون منها، لكن عليك كما
قلنا استخدام إرادتك بكامل طاقتها للفرار من هذا الفخ المدمر، قبل أن تنهار كل
جوانب حياتك واحدا تلو الآخر. الأمر بيدك في النهاية، فأنهي هذا الإدمان السخيف،
وعودي إلى الحياة سريعا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق