التغلب على الاكتئاب
" و
صارت دموعي لي خبزاً نهاراً و ليلاً إذ قيل لي أين إلهك
... لماذا أنت منحنية في يا نفسي و لماذا تئنين في ... أقول لله صخرتي لماذا نسيتني. لماذا أذهب حزيناً من مضايقة العدو. يسحق
عظامي عيرني مضايقي بقولهم لي كل يوم أين إلهك
" (من
مزمور 42 ). هل تتوقع أن تصدر مثل هذه الكلمات من رجل ألف
ترانيم الحمد و الشكر لله من أجل نعمته و رحمته ؟ و هل ممكن للرجل نفسه أن يصرخ لماذا نسيتني ؟ إن صرخة قلب داود المرنم تظهر لنا
أنه من الممكن حتى للشخص الذي يحب الرب و يثق فيه أن يجتاز في
أوقات من الاكتئاب الشديد فيها يبدو الله بعيداً و صامتاً.
و الشيء المهم هو أن داود صرخ لله طلباً للمعونة و لم يستسلم للتحسر و التعاسة. و في نهاية المزمور، يناجي نفسه قائلاً:
" ترجي
الله لأني بعد أحمده خلاص وجهي و إلهي
" (مزمور
42: 11 )
ما هي أسباب
الاكتئاب و كيف يمكن للإنسان أن يتفادى فترات الاكتئاب ... يمكننا أن نضع
رجاءنا بالرب عالمين أنه لم ينسنا
تعريف الاكتئاب
يعطي قاموس
وبستر التعاريف التالية للاكتئاب : حالة الشعور بالحزن، اغتمام،
اضطراب نفسي مصحوب بالحزن و الخمول و صعوبة بالتفكير و التركيز، نقص النشاط و كمية و نوعية العمل و القوة، انخفاض في الحيوية
.يمر
الكثيرون منا أحياناً بأوقات اكتئاب تبدو فيها الحياة خالية من الفرح إذ تتغلب علينا مشاكلنا و نقع فريسة للتحسر و
التعاسة و اليأس.
أعراض الاكتئاب
1.
الإجهاد و
الأرق
2.
صعوبة في
التركيز
3.
فقدان الرغبة
في الأمور المحبوبة
4.
الرغبة في
الانعزال
5.
صعوبة في اتخاذ
القرارات
6.
ظهور اتجاه
سلبي نحو النفس والآخرين
7.
قد يؤدي
الاكتئاب إلى بعض الأمراض كالقرحة المعوية
8.
غالباً ما تكون
القرارات طائشة و خاطئة
9.
الحزن و اليأس
الشديد
10.
انخفاض شديد في
النشاط
وبالتأكيد تحدث
أمور كثيرة في حياتنا من وقت لأخر تؤدي إلى شعورنا بالحزن
و الخوف و الشك. و نحن جميعاُ نجتاز في أيام طيبة وأخرى سيئة. ففي بعض الأيام نشعر بالسعادة و بأن كل شيء يسير على ما يرام
بينما تأتي أيام نتصور فيها كل شيء يسير على عكس ما نرغب. و
يمكن تسمية ذلك بتقلب المزاج، و عادة لا يستمر المزاج السيئ
طويلاً، و نتخلص منه بدون آثار سلبية أما الاكتئاب فهو حالة عقلية تؤثر علينا و قد تستمر مدة طويلة.
علينا أن نعرف
أسباب الاكتئاب و نكتشف طرق علاجه أو تفاديه.
1. المرض
: قال
أحد الأطباء النفسانيين :" كلما يحضر إلي أحد المرضى و هو في حالة مكتئبة ن أرسله أولاً إلى الطبيب الباطني لفحصه
جسمانياً … " فالاكتئاب قد يكون علامة للمرض الجسماني الذي
يحتاج إلى علاج أو قد ينشأ نتيجة لمحاولة التأقلم مع
مرض خطير و هو إحدى المراحل التي يمر بها الشخص عندما يعلم أنه مرضه غير قابل للشفاء . أحياناً نتسبب في إرهاق أجسادنا بواسطة العمل
المضني لدرجة قد يحدث عندها المرض و الاكتئاب و حتى أولئك
الذين يعملون في الخدمة المسيحية قد يختبرون الاكتئاب نتيجة
لطغيان الالتزامات و الإجهاد و الضغوط النفسية و الجسدية .
في إنجيل مرقس
نقرأ أنه عندما انهمك التلاميذ في مثل هذه الظروف كان
علاج الرب يسوع المسيح لهم هو الراحة : "واجتمع الرسل
إلى يسوع و أخبره بكل شيء ,كل ما فعلوه و كل
ما عملوا . فقال لهم تعالوا انتم منفردين إلى موضع خلاء
واستريحوا قليلاً " تحتاج أجسادنا إلى الراحة الجسدية، والطعام السليم و الراحة الكافية لكي تعمل
بصورة سليمة . و لا غرابة أنه عندما نهمل أحد هذه الأشياء
نفقد حيويتنا و نشعر بالضعف كنتيجة لذلك
.
2. أوقات
الشدة : يعرف وقت الشدة بأنه عامل جسماني أو
كيماوي أو عاطفي يسبب توتراً جسيماً أو عقلياً و قد يكون
عاملاً مسبباً للمرض " . و هدا ما يحدث عندما تتراكم المشاكل
فوق بعضها البعض إلى أن يصبح الشخص تحت ضغط شديد لدرجة حدوث رد فعل جسماني أو كيماوي أ عاطفي . و عادة ما يكون رد الفعل هو
الاكتئاب . توصل أحد الأخصائيين النفسانيين إلى مقياس لمدى تأثير
الأحداث المختلفة في الحياة على الناس . و فيما يلي
نورد بعض الأحداث و مدى تأثيرها بالدرجات .
الأحداث والنسب
المسببة
·
موت الزوج أو
الزوجة 100
·
الطلاق 73
·
موت أحد
الأقارب المقربين 63
·
الإصابة
الجسمانية أو المرض 53
·
الزواج 50
·
فقدان الوظيفة
47
·
تغيير
المسؤولية في العمل 29
·
مغادرة أحد
الأولاد للبيت 29
·
تغير محل
الإقامة 20
·
تغيير النشاطات
بالكنيسة 19
·
تغيير نوعية
العمل 36
·
العطلة السنوية
12
·
الأعياد 12
لقد توصل هذا
الأخصائي إلى النفساني من خلال بحثه إلى أنه تعرض شخص إلى
ما يعادل ثلاثمائة درجة من الأحداث التي تغير الحياة خلال عامين ، فسوف يكون معرضاً لخطر حدوث مرض رئيسي له.
إن أوقات الشدة
هذه تقابل معظمنا خلال العمر . و يتوقف رد فعلنا تجاهها
على مدى استعدادنا الروحي .
تعقب الخسارة
فترة أسى و هذه مرحلة طبيعية . و لكني اعتقد أنه أمر لا
يمكن تفاديه أن يعاني من المرض أو الاكتئاب نتيجة للاجتياز في الشدة إذ يمكننا أن ننال قوة و عزاء من الروح القدس
. " لا
تـحزنـوا لأن فـرح الـرب هـو قـوتكم " (نحميا 8: 10)
" فأنتم
كذلك عندكم حزن و لكني سأراكم فتفرح قلوبكم و لا ينزع أحد
فرحكم منكم" (يوحنا 16 : 22) .
عندما تبدأ في
الشعور ببعض ظواهر الشدة في حياتك ، اعمل ما في وسعك لتخفيف حملك اقض
وقتاً أطول مع الرب و مع كلمة الرب و انتظر الرب معطياً
للرب فرصة كي يحملك . فكلمات الرب يسوع لتلاميذه هي أيضاً كلمات الرجاء لك اليوم : " لا تضطرب
قلوبكم ... أنتم تؤمنون بالله آمنوا بي ... سلاماً أترك لكم
. سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا ... لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب"
(يوحنا
14 :1 ،27
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق